تفاح الحباري..
كان حتى كان، حتى كان الحبق و السوسن في حجر النبي العدنان عليه الصلاة و السلام
حكايتنا اليوم يا أهل المكان على امرأة من نسوان زمان
كانت شابة لكن كانت محرومة من العيال يعني " عاقرة" بكل المعان
هذا ما خلاٌ حياتها همٌ و غمٌ لا مع الراجل و لا بين الجيران
تظل تبحث و تبات تفكٌر و لا حدٌ قدر يلقا ليها سر الواحد المنٌان
حتى لواحد النهار من نهارات زمان
جاب الله من أخبرها بسر تفاح الحباري اللي كان آخر أمل ليها من بعد أملها فالرحمان
و من هنا بدأت حكاية تفاح الحباري، حيث الشابة هيئت دواها في يوم من الأيام
فكرت قبل ما تستعملوا تمشي الحمٌام.
لكن من بعد خروجها جاء راجلها و ملأ بطنه بدواها
بلا ما يكون داري بأنه ضيعها في رجائها..
من بعد الهمٌ اللي صاب الشابة و راجلها مرٌت الأيام و ظهرت علامات الحمل
على الراجل، و هذا كان سبب فالولادة الأولى من بعد تسع شهور..
كانت ولادة بنت سبحان من خلقها و من صوٌرها
ماهي مثل البنات و لا تشبه حدٌ من والديها تقول حورية و خلاص..
مرٌت الأيام و الشهور و البنت المقصودة تكبر و النور يزيد يطل من وجهها
ارسلتها أمها فيوم ترعى في الغابة
شعرت هناك بالعطش لكن ربي ما خلاها..
سخٌر ليها غزالة فتية مثلها شربت من حليبها
و فساعتها صارت البنت المقصودة تقفز مثلها مثل الغزالة
و كان خلف الشجار رجال كبار
يمكن يكونوا صيادة السلطان
بهرتهم غزالة الإنس بجمالها و بالنشاط اللي فيها
و غرهم الشيطان عليها حاولوا يصيدوها
لكن تقول كأن حليب الغزال كان حاميها
صارت تقفز و الرجال يجروا من وراها
و لا كانت ليهم..
تعبوا الصيادة من اللحاق بيها و رجعوا عند السلطان يحكوا ليه عليها
تبهر السلطان باللي قالوه و أمرهم فاليوم التالي ليه يجيبوها..
راحوا الصيادة فالوقت المعهود قاصدين الشر لبنت الجود
و ما كان منهم إلا أنهم جابوها كما أمر السلطان من بعد ما غلٌبتهم
و طلب منها السلطان تكون من نساء اللي فالقصر
و كانوا ما يتعدٌوا مايتحصاوا
لكن كلنا نعرفوا حرب النٌسا و نعرفوا باللي مايحبوش الشريك الزائد
تعبوا من التفكير لأجل تصير البنت المقصودة من القصر مطرودة
و ما كان أمامهم غير عرٌافة القصر اللي سحرها ما ينفع غير يضرٌ
نصحتهم بسبع إبر يوخزوا بهم البنت المقصودة..
و هكذا فعلت نساء القصر، فصارت البنت من بعد الوخز حمامة
تطير بجناحين..
و من حزنه عليها حاول سلطان القصر يبني متنزه ينعزل فيه و يتذكرها
و لكن كلما حاولوا رجال السلطان يبنيوا سور المتنزه كانت حمامتنا المعروفة
تطير و تقف فوق ذاك السور و تقول:
" تفاح الحباري أشنو عمل فيٌ، أمي رغبت بي و بويا حمل بيٌ
و الصيادة جابوني ليك يا السلطان و النسا بالقصر مثلوا بيٌ"
و هكذا على طول الأيام كلما قالت هاد الأغنية كان يسقط السور
و يرجعوا رجال السلطان يبنوه من جديد..
فأحد النهارات أمرهم السلطان يوضعوا العلكة فوق سطح السور
فوقعت الحمامة فيه و ما قدرت تطير
خاذوها للسلطان اللي حطٌها فوق ركبتو و ربٌت على رأسها
و يقول ليها:
" علاش يا حمامة كتوقعي السور؟؟"
حكات ليه الحمامة كل ما جرا من نساء القصر ،
و كان السلطان ساعتها كل ما يربت على رأس الحمامة توخزه إبرة من الإبر
و كيرميها لغاية آخر إبرة
و ما كان من الحمامة غير ترجع لحالتها المعهودة و تكون امرأة السلطان
و هكذا سارت حكايتنا مع الواد من بعد ما كانت من نصيب أهل الكرم و الجواد.